العلاقة بين النظافة والصحة النفسية

٦ مايو ٢٠٢٤
نيت ستور
العلاقة بين النظافة والصحة النفسية


إذا شعرت يوماً بالتوتر و الإنزعاج عندما يكون منزلك في حالة من الفوضى، فمن المحتمل أنك أدركتي انه من الصعب الشعور بالإسترخاء في بيئة فوضوية و غير نظيفه.


لهذا السبب قد يكون التنظيف والتخلص من الفوضى في بعض الأحيان أمراً مهماً، بل وحتى علاجيًا بعض الشيء.


عندما يشعر بعض الأشخاص بالإرهاق أو التوتر، فقد يجربون اليوغا أو التأمل. بالنسبة للآخرين، فإن تنظيف الأرفف بسرعة، أو مسح المطبخ، أو حتى تنظيم الخزانة، يعد مفيداً لصحتهم العقلية مثل ممارسة اليوغا تماماً. بالنسبة للبعض، المنزل النظيف والمنظم هو مصدر الاسترخاء والتخلص من التوتر حتى بعد يوم مرهق.


التأثير السلبي للفوضى

تشير الأبحاث إلى أن وجود بيئة فوضوية ومزدحمة يمكن أن يخلق الاجهاد و التوتر و انخفاض التركيز.


حيث كشفت دراسة أجريت عن تأثير الفوضى على الصحة النفسية والعقلية، بأن الأشخاص الذين وصفوا أماكن معيشتهم بأنها غير منظمة، كانوا أكثر ميلا للحصول على مستويات أعلى من هرمون الإجهاد "الكورتيزول"؛ بينما كان أولئك الذين وصفوا منازلهم بأنها مريحة ومنظمة أقل توتراً وحزناً، من نظرائهم الفوضويين.


أظهرت الأبحاث أن العيش في بيئة مزدحمة يزيد من التوتر. في الدراسة، قامت الشابات برعاية طفل رضيع إما في بيئة عادية أو مليئة بالفوضى. وفي حين أن الفوضى لا يبدو أنها تؤثر على المزاج أو الاستجابة، إلا أن مستويات الإجهاد الجسدي لا تزال أعلى بالنسبة للنساء في المنازل المزدحمة. تشير هذه النتائج إلى أنه يجب على الآباء التفكير في مدى تأثير النظافة والفوضى في المنزل على مستويات التوتر لديهم. تشير أبحاث أخرى إلى أن انخفاض جودة السكن، بما في ذلك مدى نظافة المنزل، يمكن أن يكون له تأثير على الصحة العقلية


وعن علاقة الفوضى والازدحام بالحالة النفسية تقول دكتورة علم النفس السريري بأتلانتا نيها خورنا "إن وجود بيئة فوضوية أو مزدحمة يمكن أن يجعل عقلنا يشعر بأن حياتنا بشكل عام فوضوية أو غير منظمة، مما قد يزيد من شعورنا بالاكتئاب أو القلق، خاصة إذا كانت الأمور الأخرى في حياتنا مرهقة بالفعل؛ أو كنا نعاني من مشكلات لا يمكننا التحكم فيها".


وتضيف خورنا: "من المنطقي بأن التقليل من المحفزات الكثيرة في وقت واحد عن طريق التنظيم والترتيب، يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض هذه المشاعر، لذلك من المفيد عند مواجهة مشاعر القلق، الانخراط في سلوكيات متكررة، مثل التنظيف والترتيب"


وفي الوقت نفسه، وجد الباحثون أيضًا أن الفوضى يمكن أن تجعل من الصعب التركيز على مهمة معينة. وبشكل أكثر تحديدًا، اكتشفوا أن القشرة البصرية للشخص يمكن أن تطغى عليها أشياء لا تتعلق بمهمة معينة، مما يجعل من الصعب التركيز وإكمال المشاريع بكفاءة. في بعض النواحي، ترتبط الفوضى المكانية بفوضى المشاعر السلبية مثل الارتباك والتوتر والتهيج، في حين أن المنزل المنظم ينتج مشاعر أكثر إيجابية مثل الهدوء والشعور بالرفاهية.


فوائد النظافة والتخلص من الفوضى

وجدت الأبحاث أن التنظيف يمكن أن يكون له عدد من الآثار الإيجابية على صحتك العقلية. على سبيل المثال، يساعدك ذلك على اكتساب شعور بالسيطرة في بيئتك وإشراك عقلك في نشاط متكرر يمكن أن يكون له تأثير مهدئ يعمل على تحسين الحالة المزاجية للشخص بالإضافة إلى توفير الشعور بالإنجاز والرضا.


· النظافة والصحة البدنية

يؤثر المنزل النظيف أيضًا على صحتك البدنية. وفقا لدراسة أجراها نيكول كيث، دكتوراه، عالم أبحاث وأستاذ في جامعة إنديانا، فإن الأشخاص الذين لديهم منازل نظيفة يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة من أولئك الذين لديهم منازل فوضوية أو مزدحمة.

في الواقع، كانت النظافة مؤشرًا على الصحة الجيدة أكثر من ممارسة المشي يومياً في الحي.

· السيطرة على البيئة الخاصة بك

عندما يشعر الناس أن حياتهم خارجة عن السيطرة أو أنهم يعانون من التشتيت، يمكن أن يكون التنظيف وسيلة لتعزيز الشعور بالسيطرة على حياتهم والتحكم في بيئتهم.

وجدت دراسة أجرتها جامعة كونيتيكت أنه في أوقات التوتر الشديد، يلجأ الأشخاص إلى السلوكيات الروتينية مثل التنظيف لأنه يمنحهم إحساسًا بالسيطرة خلال الأوقات الصعبة. وقد وجدت أبحاث أخرى أن التخلص من الفوضى يمكن أن يساعد كبار السن على تعزيز شعور السيطرة على حياتهم مع تقدمهم في السن.

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الفوضى وعدم التنظيم إلى تشتيت الانتباه بالفعل، مما يجعل من الصعب التركيز أو إكمال المشاريع الأخرى. مثل أن تبدأ في الشعور بأنك عالق ولا تعرف من أين تبدأ.

لذا، إذا كنت تشعر بالحاجة إلى التنظيف والتخلص من الفوضى عندما تشعر بالتوتر، فمن المحتمل أن عقلك وجسمك يبحثان عن طريقة لجلب بعض النظام في حياتك.

· تحسين المزاج

بغض النظر عن فوائد الحصول على منزل أنظف، فإن العلاقة بين المنزل النظيف والصحة العقلية يمكن أن تساعدك على تقليل القلق.

على سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت في مجلة "الذهن"، أن الأشخاص الذين كانوا يقظين عند غسل الأطباق - وبعبارة أخرى، أخذوا الوقت الكافي لشم الصابون والاستمتاع بالتجربة - أفادوا عن انخفاض بنسبة 27٪ في العصبية، إلى جانب تحسن بنسبة 25% في "الإلهام العقلي".

علاوة على ذلك، فإن الحصول على شراشف نظيفة وترتيب سريرك قد يساعدك أيضًا في الحصول على راحة أفضل أثناء الليل. عندما تحصل على مزيد من الراحة، فإن ذلك يوفر مجموعة كاملة من فوائد الصحة العقلية بما في ذلك تحسين المزاج والتركيز.

· تعزيز التركيز

عندما يكون منزلك فوضويًا أو متسخًا، فإن الفوضى المكانية يمكن أن تؤثر على قدرتك على التركيز. تحد الفوضى أيضًا من قدرة عقلك على التفكير العميق. يكون الاهتمام البصري والأداء في المهام البصرية أفضل في البيئية الأقل فوضى وتشتيتاً.

إذا كنت تواجه مشكلة في التركيز على مشروع ما، فقد ترغب في محاولة تنظيم مساحة العمل الخاصة بك أولاً. إن تخصيص بضع دقائق فقط لتنظيم أغراضك وإزالة أي فوضى قد يسهل عليك التركيز وإكمال عملك.

كما إن الحد من المقتنيات التي تمتلكها يمكن أن يكون له نفس التأثير لأنه يقلل من عدد الأشياء التي تتنافس على جذب انتباه عقلك.


متى يصبح التنظيف مشكلة؟

لا حرج في أن تكون أنيقًا وأن تنظر إلى التنظيف كوسيلة لتهدئة أعصابك والتوتر. ومع ذلك، تصبح مشكلة عندما تصبح نظافتك وحاجتك إلى النظام في منزلك أمرًا إلزامياً ومرهقا جسدياً.

على سبيل المثال، إذا كنت لن تخرج مع أصدقائك أو تلغي خططك لأنك لم تنته من جميع مهام التنظيف الخاصة بك لهذا اليوم أو الأسبوع، فقد يكون ذلك علامة حمراء على أن نظافتك وعادتك في تنظيم الفوضى أصبحت أمراً إلزامياً.

وبالمثل، يمكن أن يصبح التنظيف مشكلة إذا كان يؤثر على صحتك البدنية، أو تشعر بهوس، أو يتعارض مع جدولك الزمني، مثل تأخيرك عن العمل أو المدرسة.


العزوف عن التنظيف

من ناحية أخرى، إذا كنت تكافح من أجل الحفاظ على النظام أو القيام بمهام التنظيف اليومية الأساسية، فقد يكون ذلك أيضًا مدعاة للقلق. يمكن أن يسبب الاكتئاب العجز النفسي لتنظيف المنزل والحفاظ عليه بشكل منظم.

عندما تعاني من أعراض الاكتئاب، قد تتراكم الأطباق في الحوض، وقد تأجل إخراج القمامة وغسل الغسيل. وبمجرد أن تبدأ في التخلف عن أداء هذه المهام، تبدأ في الشعور بمزيد من الإحباط والإرهاق.

إذا كنت تعاني من مثل هذه الأنشطة اليومية وتعاني من أعراض أخرى للاكتئاب - مثل الشعور بالحزن، ونقص الطاقة، والتهيج، والتغيرات في نومك وشهيتك - فتحدث إلى طبيبك أو أخصائي صحة عقلية مرخص.


نصيحة لأصدقاء نيـــت

إذا كانت النظافة والترتيب تساعد في تخفيف التوتر وتقليل القلق وتحسين الحالة المزاجية، اهتمي بالاستثمار في أدوات التنظيف الذكية والمريحة الخاصة بك.

في كثير من الأحيان، لن تسير الأمور كما هو مخطط لها، ولن نشعر بالقوة الجسدية على القيام بمهام التنظيف الثقيلة. أو سنكون مشغولون بأداء مهام يومية مع الأطفال والعائلة والمطبخ. لذلك، أنت بحاجة إلى أدوات تنظيف مساعدة تعينك على أداء مهام التنظيف بفاعلية وفي أقل وقت ممكن للحصول على بيئة محفزة.

في المقابل، إذا كنت تعانين من الاكتئاب أو مشكلة أخرى تتعلق بالصحة العقلية وترغبي في منزل نظيف ومنظم ولكن ليس لديك الطاقة للقيام بذلك، فحاولي أن تبدئي بالتدريج. حتى لو كان ذلك يعني مجرد التقاط جميع الملابس من على الأرض في يوم واحد وتحميل غسالة الأطباق في اليوم التالي، فإن اتخاذ خطوات صغيرة لتنظيف بيئتك سيبدو أكثر قابلية للإدارة وأقل إرهاقًا.